
أخرجه الخطيبُ البغداديُّ في «تاريخه»([1])، ومن طريقه الحافظ ابنُ عساكر في «تاريخه»([2])، قال: أخبرني أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن جعفر اليزديّ بأصبهان، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن موسى الـمُلْحَمِيّ، قال: حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن إبراهيم بن مطر السّكريّ([3]) ببغداد، قال: حدَّثنا داود بن رُشيد، قال: حدَّثني أبي، قال: كنت يومًا عند المهديّ فذكر عليّ بن أبي طالب، فقال المهديُّ: حدَّثني أبي، عن جدّي، عن أبيه، عن ابن عبّاس قال: كنتُ عند النّبيّ ^ وعنده أصحابه حافين به، إذ دخل عليّ بن أبي طالب، فقال له النّبيّ ^: «يَا عَلِيُّ، إِنَّّكَ عَبْقَرِيُّهُمْ». قال المهديّ: أي سيّدهم.
أقول: إسناده ضعيف جدًّا، فيه عدّة علل:
الأولى: أحمد بن محمّد بن موسى، أبو بكر الـمُلْحَميّ.
قال ابنُ مردويه: (ذاهب الحديث، ضعيفٌ جدًّا)([4]).
قال أبو نعيم الأصبهانيّ: (توفي في جمادى الآخرة سنة أربع وستين وثلاثمئة، سمع الكثير من عبدان، وأبي خليفة وطبقتهما، وأفسده لشرهه وحرصه)([5]).
الثانية: رشيد، مولى المنصور، والد داود بن رُشيد الخوارزميّ، ترجم له الخطيبُ البغداديّ وقال: (نزل بغداد، وحدّث بها عن أمير المؤمنين المهديّ. رَوَى عنه ابنُه داودُ)([6]).
ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
الثالثة: المهديّ وآباؤه، لا يعرف حالهم في الحديث.
تنبيهات:
التنبيه الأول: أعلّ الدكتور عامر حسن صبري التّميميّ -حفظه الله- الإسناد بداود، فقال: (وفيه أيضًا داود الخوارزميّ، والد رشيد وهو مجهول لا يعرف)([7]).
أقول: داود هو ابن رشيد، وليس والده، كما ورد في الإسناد.
ولا أدري من قصد بداود الخوارزميّ؛ فإن كان يعني داود بن رشيد الهاشميّ، مولاهم، أبا الفضل الخوارزميّ، المترجم في تهذيب الكمال (٨/ ٣٨٨)؛ فهو معروف، وليس بمجهولٍ.
التنبيه الثاني: قال الدكتور عامر: (رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (٨/٤٣٦) عن أبي بكر الأزديّ به).
أقول: الصّواب: اليزديّ، وقد ذكره على الصّواب في الصفحة التي قبلها، حيث نبّه في الحاشية بقوله: (جاء في الأصول «الأزديّ»، وهو خطأ).
التنبيه الثالث: أعلّ الدكتور خلدون الأحدب – حفظه الله- الإسناد بأبي الحسن أحمد بن محمد بن حَرْب المُلْحَمِيّ الجرجانيّ([8])، وهو وهمٌ، لأمرين:
الأمر الأول: الاختلاف في الطبقة.
الأمر الثاني: الاختلاف في النّسب والكنية.
فالذي في الإسناد هو أحمد بن محمّد بن موسى بن يحيى بن خالد بن كثير بن إبراهيم المعافريّ، أبو بكرالملحميّ العنبريّ، توفي في جمادى الآخرة سنة أربع وستين وثلاثمئة.
بينما الذي ذكره الدكتور هو:
أبو الحسن أحمد بن محمّد بن حرب بن سعيد بن عمرو الملحميّ، مولى سليمان بن عليّ الهاشميّ الجرجانيّ، روى عن عليّ بن الجعد، وأبي مصعب المدنيّ، وعمران بن سوار، وجماعة، حدّث عنه عبد الله بن عديّ، وأحمد بن أبي عمران([9]).
التنبيه الرابع: قال الدكتور خلدون: (وشيخ الخطيب «أحمد بن محمد بن أحمد اليَزْديّ أبو بكر» لم أقف له على ترجمة في كُلِّ ما رجعت إليه، والله سبحانه وتعالى أعلم).
أقول: ترجم له الحافظ الذّهبيّ في «تاريخه»([10]) فقال: (حافظ رحّال، مصنّف كبير، وهو خال أبي بكر أحمد بن منجويه الحافظ. روى عن أبي الشيخ، وغيره. سمع منه أبو عليّ الحداد).
([3]) وثقه الدارقطني، توفي في المحرم سنة ست وثلاثمئة. سير أعلام النبلاء (١٤/ ٢٥٢).
([5]) ذكر أخبار أصبهان (١/١٥٨).
([7]) مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (١/٦٨٣).
بدون تعليقات! كن أول معلق؟