
أخرجه ابنُ قانع في «معجم الصحابة»([1])، وأبو عليّ الصّوّاف في «فوائده»([2])، وأبو القاسم الطّبرانيّ في معجميه «الكبير»([3]) و«الأوسط»([4])، وابنُ عديّ في «الكامل»([5]) كتابةً، وأبو نعيم الأصبهانيّ في «معرفة الصحابة»([6])، والحافظ ابنُ عساكر في «تاريخه»([7])، من طريق عبادة بن زياد الأسديّ، قال: ثنا قيس بن الرّبيع، عن أبي إسحاق، عن أبي البختريّ، عن حجر بن عديّ، عن شراحيل بن مرّة، قال: سمعت رسول الله ^ يقول لعليٍّ: «أَبْشِرْ يَا عَلِيُّ، حَيَاتُكَ وَمَوْتُكَ مَعِي».
ومن طريق الحافظ ابنِ عساكر أخرجه ابنُ العديم في «بغية الطلب»([8]).
قال أبو القاسم الطّبرانيّ: (لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا قيس، ولا يُروى عن شراحيل بن مرّة إلا بهذا الإسناد).
أقول: حديثٌ منكرٌ، في إسناده قيس بن الرّبيع أبو محمَّد الأسديُّ الكوفيّ.
صدوقٌ تغيّر لمّا كبر، وأدخل عليه ابنُه ما ليس من حديثه، فكان يلقّنه فيتلقّن([9]).
وفي الإسناد أيضًا أبو إسحاق السّبيعيّ، وهو مدلّس، وقد عنعن.
والحديث قال عنه الحافظ ابن كثير: (فيه غرابة شديدة إسنادًا ومتنًا)([10]).
وأمّا قول الهيثميّ في «مجمع الزوائد»([11]): (رواه الطّبرانيّ، وإسناده حسن)؛ فهو من تساهله المعروف.
وقد روي بإسنادٍ آخر لا يفرح به؛ فقد روى خيثمة بن سليمان في «فضائل الصحابة»([12])، ومن طريقه الحافظ ابنُ عساكر في «تاريخه»([13])، قال: نا أحمد بن حازم بن أبي غرزة، نا مخول بن إبراهيم، عن عمرو بن شمر، عن أبي طوق، عن جابر الجعفيّ وذكر عن محمّد بن بشر، قال: قام حجر بن عديّ يخطب على شاطئ الفرات فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: أشهدُ أني سمعت شرحبيل بن مرّة يزعم أنّه سمع رسول الله ^ يقول: «أَبْشِرْ يَا عَلِيُّ، حَيَاتُكَ وَمَوْتُكَ مَعِي».
أقول: إسناده ضعيف جدًّا، فيه عدّة علل:
الأولى: عمرو بن شمر الجعفيّ، متروك الحديث، ودونك أقوال أئمة الجرح فيه:
قال البخاريّ: (منكر الحديث)([14]).
وقال يحيى بن معين: (ليس بثقة)([15])، وقال أيضًا: (ليس بشيءٍ)([16])، وقال أيضًا: (عمرو بن شمر وعمر بن أبي المقدام لا يكتب عنهم)([17]).
وقال أبو حاتم الرّازيّ: (منكر الحديث، حدّث بأحاديث منكرة)([18]).
وقال أيضًا: (منكر الحديث جدًّا، ضعيف الحديث، لا يشتغل به، تركوه)([19]).
وقال أبو زرعة الرّازيّ: (ضعيف الحديث)([20]).
وقال ابنُ سعد: (وكان قاصًّا، وكانت عنده أحاديث، وكان ضعيفًا جدًّا، متروك الحديث)([21]).
وقال أبو داود: (وبلغني عن يحيى بن معين قال: لا يحل أن يُكتب عن عمرو بن شمر)([22]).
وقال الجوزجانيّ: (كَذَّابٌ زائغ)([23]).
وقال النّسائيّ: (متروك الحديث، كوفيّ)([24])، وقال أيضًا: (ليس بثقةٍ، ولا يكتب حديثه)([25]).
وقال ابنُ حبّان: (كان رافضيًّا يشتم أصحاب رسول الله ﷺ، وكان ممن يروي الموضوعات عن الثقات في فضائل أهل البيت وغيرها، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب)([26]).
وقال السّاجيّ: (متروك الحديث)([27]).
وقال أبو أحمد الحاكم: (ليس بالقوي عندهم)([28]).
وقال أبو عبد الله الحاكم: (كثير الموضوعات عن جابر الجعفيّ وغيره، وإن كان جابر الجعفيّ عند القوم مجروحًا، وليس راوي تلك الموضوعات الفاحشات عنه غير عمرو بن شمر الجعفيّ، فوجب أن يكون الحمل فيها عليه)([29]).
وقال الدّارقطنيّ: (كوفيٌّ، متروكٌ)([30]).
وقال السليمانيّ: (كان عمرو يضع للروافض)([31]).
وقال النّقّاش: (يروي عن جابر وغيره أحاديث موضوعة)([32]).
وقال ابنُ الجارود: (ليس بشيء)([33]).
وقال الذَّهبيُّ: (رافضيٌّ متروك)([34]).
وقال الحافظ ابنُ حجر: (متروك الحديث)([35]).
الثانية: أبو طوق.
قال عبد الله بن أحمد: سألته -يعني: أباه- عن شيخ روى عنه حسن بن صالح، يقال له: أبو طوق عن عطاء: «لا تبع العنب ممن يجعله خمرًا». قال: (لا أعرفه).
الثالثة: جابر الجـعفيّ.
له ترجمة مطوّلة في «تهذيب التهذيب»([36])، وهو متّهم بالكذب.
قال الحافظ ابن حجر في «الإصابة في تمييز الصحابة»، في ترجمة شراحيل بن مرّة: (وذكره ابن السّكن في الصّحابة، وقال: إنه غير معروفٍ، قال: ويقال: مرّة بن شراحيل، ثم روى هو وابنُ شاهين وابنُ قانع والطّبرانيّ من طريق قيس بن الرّبيع، عن أبي إسحاق، عن أبي البختري، عن حجر بن عديّ: سمعت شراحيل بن مرة يقول: سمعت رسول الله ^ يقول لعليّ: «أَبْشِرْ يَا عَلِيُّ، فَإنّ حَيَاتَكَ وَمَوْتَكَ مَعِي».
وسمعته بعلوٍ في «الثالث من حديث أبي علي بن الصّواف».
وذكره ابنُ أبي حاتم بهذا الحديث، ورواه خيثمة في «الفضائل» من طريق جابر الجعفيّ، عن محمّد بن بشر، عن حجر بن عديّ، عن شرحبيل بن مرة أنه سمع رسول الله ^ به.
والأوّل أصح، ويحتمل إن كان محفوظًا أن يكون أخاه)([37]).
أي: تسميته: «شراحيل» أصحّ، وأشبه من «شرحبيل»، وإن كانت رواية خيثمة بن سليمان محفوظة؛ فيحتمل أن يكون «شرحبيل» أخا «شراحيل»، ولكن هي رواية تالفة.
([2]) الجزء الثالث من فوائد أبي علي الصواف (رقم: ٩٢)، مخطوط ضمن المكتبة الشاملة.
([4]) المعجم الأوسط (رقم: 5842).
([5]) الكامل في الضعفاء (٧/٢٩٠).
([6]) معرفة الصحابة (٣/ ١٤٧٢).
([7]) تاريخ دمشق (١٢/ ٢٠٨) و(٤٢/ ٣٦٦).
([9]) وقد نقلت أقوال أهل العلم فيه على هذا الرابط:
([10]) جامع المسانيد والسنن (4/ 219).
([13]) تاريخ دمشق (١٢/ ٢٠٨) و(٤٢/ ٣٦٧).
([14]) التاريخ الكبير (٦/٣٤٤).
([15]) التاريخ رواية الدوري (رقم:١٧٨٢)، ومعرفة الرجال رواية ابن محرز (١/٥٧) (رقم: ٦٠).
([16]) التاريخ رواية الدوري (رقم: ١٣٤٠).
([17]) التاريخ رواية الدوري (رقم: ٢٢٤٤).
([18]) الجرح والتعديل (٦/٢٣٩).
([19]) الجرح والتعديل (٦/٢٤٠).
([20]) كتاب الضعفاء لأبي زرعة الرازي وأجوبته على أسئلة البرذعي (ص: ٥٢٩)، الجرح والتعديل (٦/٢٤٠).
([22]) سؤالات أبي عبيد الآجري (رقم: ١٤٢).
([23]) الشجرة في أحوال الرجال (رقم: ٤٦).
([24]) الضعفاء والمتروكين (رقم: ٤٥١).
([29]) المدخل إلى الصحيح (رقم: ١٠٢).
([30]) سؤالات أبي بكر البرقاني (رقم: ٣٧١).
([32]) الاكتفاء في تنقيح كتاب الضعفاء (٣/٥٣٤).
([33]) الاكتفاء في تنقيح كتاب الضعفاء (٣/٥٣٤).
بدون تعليقات! كن أول معلق؟