أخرجه أبو جعفر العقيليّ في «الضعفاء»([1])، ومن طريقه ابنُ الجوزيّ في «الموضوعات»([2])، قال: حدَّثنا أحمد بن الحسين، قال: حدَّثنا محمَّد بن حميد، قال: حدثنا سلمة بن الفضل، عن محمَّد بن إسحاق، عن حكيم بن جبير، عن الحسن بن سفيان، عن الأصبغ بن سفيان الكلبيّ، عن عبد العزيز بن مروان، عن أبي هريرة، عن سلمان، قال: سألتُ رسولَ اللهِ ^، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ اللهَ لم ‌يبعث ‌نبيًّا إلا بيّن له مَنْ يلي بعدَه، فهل بيّن لك؟ فقال: «لا»، ثم سألته بعد ذلك، فقال: «نَعَم، عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ». 

قال أبو جعفر العقيليّ: (حكيم بن جبير واهي، والحسن والأصبغ مجهولان، لا يُعرفان إلا في هذا الحديث).

وقال الحافظ الذّهبيّ: (حكيم ساقط، وشيخه مجهولٌ، وما كان عبد العزيز ليروي ذا وهو منحرفٌ عن عليٍّ)([3]).

وقال المعلميّ: (‌وفيه ‌كذّاب أيضًا ومدلسٌ وغير ذلك، ويكفيه أنه قيل فيه (عن عبد العزيز بن مروان، عن أبي هريرة، عن سلمان) وأحسب عبد العزيز لو علم مثل هذا منصوصًا في القرآن لما أخبر به)([4]).

أقول: في إسناده عدّة علل:

الأولى: محمَّد بن حميد الرازيّ. 

ليس بثقة، وكذَّبه بعضهم، وأمَّا ثناء الإمـام أحمد، وابن معين، وأبي زرعة، وغيرهم؛ فذاك قبل أن يتبين حاله([5]).

الثانية: سلمة بن الفضل هو الأبرش.

قال الحافظ ابن حجر: (صدوقٌ، كثيرُ الخطأ)([6]).

الثالثة: حكيم بن جبير الأسديّ الكوفيّ.

ضعّفه الحافظان الذّهبيّ ([7])، وابنُ حجر ([8]).

الرابعة: أصبغ بن سفيان الكلبيّّ.

قال الدّارميُّ: قلت ليحيى بن معين: كيف حديثه؟ فقال: (لا أعرفه)([9]).

وقال الأزديّ: (مجهولٌ)([10]).

وقال ابنُ عديّ: (وأصبغ بن سفيان كما قال يحيى بن معين: مجهولٌ لا يعرف، وما أظن له إلّا شيئًا يسيرًا، ويروي عنه أهل اليمن، ولم يحضرني في وقت ما أمليت له حديث، وهو قليل الرواية جدًّا)([11]).

الخامسة: الحسن بن سفيان.

مجهول كما تقدّم من قول العقيليّ والذّهبيّ.


([1]) الضعفاء (١/٣٠٧).

([2]) الموضوعات (٢/١٤٤) (رقم: ٦٩٩).

([3]) تلخيص الموضوعات (ص: ١٢٤).

([4]) الفوائد المجموعة (ص: ٣٦٨).

([5]) تهذيب التهذيب (١١/ ٤٥٤).

([6]) تقريب التهذيب (رقم: ٢٥٠٥).

([7]) الكاشف (٢/٣٣٦).

([8]) تقريب التهذيب (رقم: (١٤٧٦)

وقد نقلت أقوال النّقاد فيه على هذا الرابط:

([9]) تاريخ الدّارمي (رقم: ١٤٦).

([10]) ميزان الاعتدال (١/٢٥٩).

([11]) الكامل في الضعفاء (٢/٣٢٣).