في الحديث الصحيح: «إنَّ من الشَّجر شجرةً لا يَسْقُطُ وَرَقُهَا». وهي: النّخلة.

‏فائدة: أشبهت النَّخلةُ المسلمَ في كثرة خيرها، ودوام ظلِّها، وطيب ثمرتها، ووجوده على الدَّوام، فإنَّه مِنْ حين تطلع ثمرتها لا يزال يؤكل منه حتَّى ييبس، ويتَّخذ منها منافع كثيرة من خشبها وورقها وأغصانها؛ تُستعمَل جذوعًا، وحطبًا، وعصيًّا، وحُصُرًا، ومخاصر، وحبالًا، وأواني، وغير ذلك، ثُمَّ يُنتفَع بنواها علفًا للإبل وغيرها، ثُمَّ كمال نباتها وحسن ثمرته، وهي كلُّها منافع وخير وجمال، والمؤمن خير كلُّه من كثرة طاعاته، ومكارم أخلاقه، ومواظبته على عبادته وصدقته، وسائر الطَّاعات، هذا هو الصحيح في وجه الشَّبه للمسلم.

‏التلقيح (١/ ٣٥٥).