ممّا ورد عن آل البيت في حق الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما
قول أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحـسين الباقر ، وابنه جعفر بن محمّد الصّادق:
فعن سالم بن أبي حفصة العجليّ، قال: سألتُ أبا جعفرٍ وجعفرًا عن أبي بكر وعمر؟ فقالا لي: (يا سالم تولهما وابرأ من عدوهما، فإنّهما كانا إمامي هدى). قال: وقال لي جعفرٌ: (يا سالم أبو بكر جدّي، أيسب الرّجلُ جدَّه؟). قال: وقال: (لا نالتني شفاعة محمّد يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما، وأبرأ من عدوهما).
رواه الإمام أحمد في (فضائل الصّحابة) (رقم: ١٧٦) ـ واللفظ لـه ـ، وعبد الله بن أحمد ـ عن أبيـه ـ في (السّنة) (رقم:١٣٠٣)، والدَّارقطني في (فضائل الصّحابة) (رقم: ٢٤، ٢٥، ٢٩)، والبيهقيّ في (الاعتقاد) (ص: ٥٠٤)، والحافظ الذَّهبيُّ في: (تاريخه) (٣/ ٨٣١).
عن محمد بن فضيل، ثنا: سالم ـ يعني: ابن أبي حفصة ـ به.
قال الحافظ الذهبي: (إسناده صحيح، وسالم وابن فضيل ، شيعيان ). تاريخ الإسلام (٣/ ٨٣١).
وعنى بقوله: «شيعيان» ما ذكره في موضع آخر من ترجمة أبي جعفر الباقر حيث قال: (هذه حكاية مليحة، لأنّ راوِيَيْها سالم وابن فضيل، من أعيان الشيعة، لكن شيعةَ زمانِنا عثَّرَهم الله ينالون من الشيخين، يحملون هذا القول من الباقر والصادق رحمهما الله على التَّقِيّـة). تاريخ الإسلام (٣/٣٠٩).
أقول: وما سيأتي من النّقول عنه ينفي أن يكون خرج هذا القول منه تقيّة.
فعن بسام بن عبد الله الصيرفيّ، قال: سألتُ أبا جعفرٍ ما تقول في أبي بكر وعمر؟ فقال: (والله إنّي لأتولاهما، وأستغفر لهما، وما أدركت أحدًًا من أهل بيتي إلَّا وهو يتولاهما).
رواه الدارقطني في «فضائل الصحابة» (رقم: ٤١)، ومن طريقه ابن عساكر تاريخ دمشق (٥٤/ ٢٨٥).
قال: حدثنا أبو ذر أحمد بن محمّد بن أبي بكر، نا علي بن الحسين بن إشكاب، نا إسحاق الأزرق، عن بسام بن عبد الله الصيرفيّ بـه .
أقول: إسناده قوي، وتأمّل قول أبي جعفر: (وما أدركت أحدًا من أهل بيتي إلاَّ وهو يتولاهما).
وعن عيسى بن دينار المؤذن مولى عمرو بن الحارث الخزاعي، قال: سألت أبا جعفرٍ عن أبي بكر وعمر؟ فقال: (مسلمين رحمهما الله). فقلت: أتولاهما وأستغفر لهما؟ قال: (نعم). قلت: أتأمرني بذلك؟ قال: (نعم ـ ثلاثاً ـ فما أصابك فيهما فعلى عاتقي). وقال بيده على عاتقه، وقال: (كان بالكوفة علي -رضي الله عنه- خمس سنين، فما قال لهما إلا خيرًا، ولا قال لهما أبي إلا خيرًا ،ولا أقول إلا خيرًا) .
رواه الدارقطني في: «فضائل الصحابة» (رقم: ٤٢)، ومن طريقه الحافظ ابن عساكر في «تاريخه» (٥٤/٢٨٨).
قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدّي، نا الفضل بن دكين، ثنا عيسى بن دينار المؤذن مولى عمرو بن الحارث الخزاعي بـه .
أقول: إسناد صحيح، وانظر إلى قول أبي جعفر -رحمه الله- في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما: (مسلمين). وهو من آل البيت، لا من كفرهما ووصفهما بالجبت والطاغوت!
وكذلك قول أبي جعفر عن علي بن أبـي طالب أنَّه لم يقل فيهما إلاَّ خيرًا.
وعن عمرو بن قيس، قال: سمعت جعفر بن محمّد بن عليّ يقول: (بريء الله ممن تبرأ من أبي بكر وعمر).
رواه الإمام أحمد في «فضائل الصحابة» (رقم: 143)، وعنه ابنه عبد الله في «كتاب السنة» (رقم: ١٣٠٢)، والمحاملي في «الأمالي» (رقم: ٢٣٥)، وابن حبان في «الثقات» (٨/١١٨)، والدّارقطني في «فضائل الصحابة» (رقم: ٦٩)، من طرق عن أسباط عن عمرو بن قيس بـه.
أقول: إسناد صحيح.
قال الحافظ الذهبي: (هذا القول متواتر عن جعفر الصادق، وأشهد بالله إنَّه لبارٌ في قوله غير منافق لأحد، فقبّح الله الرّافضة). سير أعلام النبلاء: (6 /260).
وعن ابن عيينة، عن جعفر، عن أبيه سمعه من عبد الله بن جعفر، قال:
(ولينا أبو بكر فما ولينا أحد من الناس مثله).
رواه عبد الله بن أحمد في زياداته على «فضائل الصحابة» (رقم: ١٤٨)، والدارقطني في «فضائل الصحابة» (رقم: ٢٧).
عن محمد بن سليمان بن حبيب الأسدي أبي جعفر لوين، قثنا: ابن عيينة به.
أقول: إسناده صحيح .
قال شيخُ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ: (والنقل ثابت عن جميع علماء أهل البيت من بني هاشم ، من التابعين وتابيعيهم، من ولد الحسين بن علي ، وولد الحسن ، وغيرهما: أنهم كانوا يتولون أبا بكر وعمر، وكانوا يفضلونهما على علي، والنقول عنهم ثابتة متواترة ). منهاج السنة (٧/٣٩٦).