حديث: «إنَّ اللهَ يَتَجَلَّى يومَ القيَامَةِ للنَّاسِ عامَّة، ويَتَجَلَّى لأَبي بَكْرٍ الصِّدِّيق رضي الله عنه خَاصَّة».

روي من حديث:

١-أنس بن مالك.

٢-وجابر بن عبد الله الأنصاريّ.

٣-والزبير بن العوّام.

٤-عليّ بن أبي طالب.

٥-وأبو هريرة.

٦-وعائشة.

رضي الله عنهم أجمعين

أولًا: حديث أنس بن مالك رضي الله عنه

روي عنه من طريقين:

الطريق الأولى: ثابت البناني، عن أنس بن مالك رضي الله عنه.

أخرجها الحافظ ابن عساكر في «تاريخه»([1])، قال: أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن سهل الماسرجسيّ، نا عبد الله بن محمد بن حميد البالسيّ، ببالس، نا علي بن الحسين التميميّ الآدميّ، نا ‌مسدد ‌بن ‌مسرهد ‌وهدبة بن خالد، قالا: نا حماد بن سلمة، عن ثابت البنانيّ، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يا أبا بكر أعطاك الله الرضوان الأكبر». فقال أبو بكر: يا رسول الله، وما الرضوان؟ فقال النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «يا أبا بكر إذا كان يوم القيامة يتجلى الجبار لأهل الجنة، فتراه ويراه أهل الجنة، ويتجلى لك خاصة فلا يراه مخلوق غيرك».

أقول: علي بن الحسين التميمي الآدمي، وأبو بكر ‌عبد ‌الله ‌بن ‌محمد ‌بن ‌حميد بن سنان ‌البالسيّ

لم أقف عليهما.

الطريق الثانية: حميد، عن أنس بن مالك رضي الله عنه.

أخرجها ابن الجوزي في «الموضوعات»([2])، والحافظ ابن حجر في «لسان الميزان»([3])، من طريق أبي الوقت عبد الأول بن عيسى، أخبرنا عبد الله بن محمد الأنصاريّ، أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن محمد وعبد الرحمن بن حمدان النَّصْروي([4])، حدثنا بنوس بن أحمد بن بنوس،  حدثنا أبو خليفة الجمحي، حدثنا أحمد بن المقدام العجليّ، حدثنا يزيد بن هارون، عن حميد، عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر: «إنَّ الله يَتَجَلَّى للخلائقِ عامَّة، ويَتَجَلَّى لك خاصة».

أقول: في إسناده بنوس بن أحمد الواسطيّ.

قال ابنُ الجوزيِّ: (مجهول لا يعرف)([5]).

وقال الحافظ الذَّهبيُّ: (وضع على أبي خليفة الجُمحيُّ حديثًا)([6])، وفي «تلخيص الموضوعات»([7])،قال: (وهذا آفته بنوس).

الطريق الثالثة: قتادة بن دعامة، عن أنس بن مالك بن أنس رضي الله عنه.

أخرجها الخطيب البغداديّ في «تاريخه»([8])، وطر يق الخطيب البغدادي ابن الجوزيِّ في «الموضوعات»([9])، والحافظ ابن عساكر في «تاريخه»([10])، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، قال: حدثنا ‌محمد ‌بن ‌يوسف ‌بن ‌حمدان الهمذانيّ، قال: حدثنا محمد بن عبد بن عامر، قال: أخبرنا عبد بن حميد الكسيّ([11])، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، عن أنس، قال: لما خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الغار، أخذ أبو بكر بغرزه فنظر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى وجهه، فقال: «يا أبا بكر ألا أبشرك؟». قال: بلى، فداك أبي وأمي، قال: «إنَّ الله يَتَجَلَّى يومَ القيامةِ للخلائقِ عامَّة، وَيَتَجَلَّى لك يا أبا بكرٍ خاصَّة». 

أقول: في إسناده محمد بن عبد بن عامر بن مرداس بن هارون بن موسى، أبو بكر السّعديُّ التَّميميّ السمرقنديُّ.

حدَّث بأحاديث منكرة وباطلة، وكان يسرق الحديث، كذّبه الدَّارقطنيُّ، ورماه بالوضع الحافظ الذّهبيُّ، وغيره، له ترجمة في «تاريخ بغداد»([12])، للخطيب البغدادي، وفي «الميزان»([13])، «لسان الميزان»([14])، وغيرهم.

قال الخطيب البغداديُّ بعد أن ذكر له حديثًا آخر: (وهذان الحديثان لا أصل لهما عند ذوي المعرفة بالنقل فيما نعلمه، وقد وضعهما محمد بن عبد إسنادًا ومتنًا، وله أحاديث كثيرة تشابه ما ذكرنا، وكلها تدل على سوءِ حالِِه وسقوطِ رواياته).

وأخرجها ابن الجوزي في «الموضوعات» قال: أنبأنا على بن عبيد الله، قال أنبأنا علي بن الحسين، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن خلف، قال: حدثنا عمر بن محمد بن عيسى الجوهريُّ، قال: أنبأنا إبراهيم بن مهديّ، قال: حدثنا السكن بن سعيد القاضي ومحمد بن سعيد بن مهران، قالا: حدثنا عمرو بن عون، قال: حدثنا يزيد بن إبراهيم التستريُّ، عن قتادة، عن أنس، قال: قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر: «ألا أبشرك برضوان الله الأكبر؟». قال: وما رضوان الله الأكبر يا رسول الله؟ قال: «إنَّ اللهَ إذا كان يوم القيامة يَتَجَلَّى للناس عامّة، ولك خاصة».

أقول: في إسناده مجاهيل، وعمر ‌بن ‌محمد بن ‌عيسى بن سعيد أبو حفص ‌الجوهري المعروف بالسَّذَابيِّ.

قال الخطيب البغدادي: (في بعض حديثه نكرة)([15]).

وإبراهيم بن مهدي قال الذهبيُّ: (ليس بثقة)([16]).

وحكم ابن الجوزيِّ على الحديث بقوله: (في مجاهيل، وأحدهم قد سرقه من محمد بن عبد)([17]).

ثانيًا: حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه

روي عنه من طريقين:

الطريق الأولى: أبو الزبير، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه.

أخرجها الخطيب البغداديّ في «تاريخه»([18])، ومن طريق الخطيب البغدادي الحافظ ابن عساكر في «تاريخه»([19])، وابن الجوزي في «الموضوعات»([20])، قال: أخبرنا محمد بن عمر بن بكير من أصل كتابه، قال: أخبرنا عمر بن محمد بن عبد الله بن الترمذيّ البزاز، قال: حدثنا خالي أبو سعيد أحمد بن محمد بن عبيد الله الخلَّال، قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر: «ألا أبشرك؟». قال: بلى يا رسول الله، قال: «إنَّ اللهَ يتجلَّى للخلائقِ عامّة ولك خاصّة». 

أقول: في إسناده عمر بن محمد بن عبد الله بن الترمذيّ البزاز.

قال ابن أبي الفوارس: (كان فيه نظر)([21]).

وقال الذهبي: (متهم)([22]). وفي تاريخ الإسلام: (فيه ضعف)([23]). وفي «ميزان الاعتدال» قال: (له حديث باطل يذكر في ترجمة محمَّد جدّه، وله عن العباس الشكلي، وآخر عن الحسن بن عرفة، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي الزبير، عن جابر – حديث: «يا أبا بكر إن الله يتجلى لك خاصة»)([24]).

وأخرجها الخطيب البغداديّ في «تاريخه»([25])، ومن طريق الخطيب البغدادي الحافظ ابن عساكر في «تاريخه»([26])، وابن الجوزي في «الموضوعات»([27])، قال: أخبرنا محمد بن عمر بن جعفر الخرقي، قال: أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد بن عبد الله الترمذي، قال: حدثنا عباس الشكلي([28])، قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: «يا أبا بكر ألا أبشرك؟». قال: بلى يا رسول الله. قال: «إنَّ اللهَ يتجلَّى للخلائقِ عامّة، ولك خاصّة».

أقول: في إسناده عمر بن محمد المعروف بالترمذيِّ، وقد تقدَّم.

الطريق الثانية: محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه.

وعنه ابن المنكدر وجهان:

الوجه الأول: محمد بن سوقة عنه.

أخرجه أبو عبد الله الحاكم في «المستدرك»([29])، والخطيب البغدادي في «الجامع لأخلاق الراوي»([30])، الحافظ ابن عساكر في «تاريخه»([31])، والسَّمعاني في «أدب الإملاء»([32])، وابن الجوزي في «الموضوعات»([33])، كلهم من طريق محمد ‌بن ‌خالد ‌الختلي، ثنا كثير بن هشام الكلابي، ثنا جعفر بن برقان، عن محمد بن سوقة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: كنا عند النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- إذ جاءه وفد عبد القيس، فتكلم بعضهم بكلام لَغَا([34]) في الكلام، فالتفت النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إلى أبي بكر، وقال: «يا أبا بكر، سمعت ما قالوا؟». قال: نعم يا رسول الله، وفهمته، قال: «فأجبهم». قال: فأجابهم أبو بكر -رضي الله عنه- بجوابٍ، وأجادَ الجوابَ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يا أبا بكر، أعطاك الله الرضوان الأكبر». فقال له بعض القوم: وما الرضوان الأكبر يا رسول الله؟ قال: «يتجلى الله لعبادِه في الآخرة عامّة، ويتجلى لأبي بكر خاصّة».

قال أبو نعيم الأصبهاني: (هذا حديث ثابت، رواته أعلام، تفرَّد به الختلي عن كثير).

أقول: في إسناده محمد بن خالد الختليّ، وقد كذّبوه. 

قال الحافظ الذَّهبيُّ في «تلخيص المستدرك»([35]): (تفرَّد به ‌محمد ‌بن ‌خالد، عن كثير بن هشام، وأحسب محمدًا وضعه).

وقال في «تلخيص الموضوعات»([36]): (محمد ‌الختلي: أظن البلاء منه).

وقال في ذيل الديوان: (صاحب مناكير)([37]).

الوجه الثاني: ابن أبي ذئب، عنه.

أخرجه ابن حبان في «المجرحين»([38])، وابن عديٍّ في «الكامل في الضعفاء»([39])، وأبو طاهر المخلص في «الجزء التاسع من الفوائد المنتقاة الغرائب الحسان»([40])، والدارقطنيّ في «الرؤية»([41])، واللالكائيّ في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة»([42])، وإسماعيل بن محمد التَّيميّ الملقب بقوام السّنة في «الحجة في بيان المحجة»([43])، والخطيب البغدادي في «تاريخه»([44]) ،  والحافظ ابن عساكر في «تاريخه»([45])، وابن الجوزي في «الموضوعات»([46])، وأبو الحسين الطيوري في «الطيوريات»([47])، وابن النّجّار في «ذيل تاريخ بغداد»([48])، والحافظ الذّهبي في «ميزان الاعتدال»([49])، وابن المحب الصامت في «صفات رب العالمين»([50])، من طرقٍ عن أبي الحسن علي بن عبدة، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن ابن أبي ذئب، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، مرفوعًا: «إنَّ الله ليتجلَّى للناس عامّة، ويتجلى لأبي بكر خاصَّة».

أقول: مداره على علي ‌بن ‌عبدة بن قتيبة بن شريك بن حبيب التميميّ، وهو كذّاب، يسرق الحديث، له ترجمة في «الميزان»([51])، وفي «لسانه»([52]).

قال أبو عبد الله الحاكم: (‌عَليّ ‌بن ‌عَبدة بن قُتَيْبَة التَّمِيمِي حدث بِبَغْدَاد عَن يحيى بن سعيد الْأمَوِي بِحَدِيث مَوْضُوع)([53]).

قال ابن عدي: (وعلي بن عبدة هذا مقدار ما له إما حديث منكر أو حديث سرقه من ثقة فرواه)([54]).

قال الذهبي في «تلخيص الموضوعات»([55]) : (ابن عبدة متهم)، وقال في «الميزان»([56]): (فهذا أقطع بأنّه من وضع هذا الشّويخ على القطّان).

وأخرجه الخطيب البغدادي في «تاريخه»([57]) ومن طريقه الحافظ ابن عساكر في «تاريخه»([58])، وابن الجوزي في «الموضوعات»([59])، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج بنيسابور، قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن علي بن حسنويه المقرئ، قال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله يتجلَّى للمؤمنين عامَّة، ويتجلَّى لأبي بكر خاصَّة».

قال الخطيب البغداديُّ: (وهذا أيضا باطل، والحمل فيه على أبي حامد بن حسنويه، فإنه لم يكن ثقة، ونرى أن أبا حامد وقع إليه حديث علي بن عبدة، فركبه على هذا الإسناد مع أنا لا نعلم أن الحسن بن علي بن عفان سمع من يحيى بن أبي بكير شيئًا، والله أعلم) ([60]).

ثالثًا: حديث الزبير بن العوّام رضي الله عنه

أخرجه أبو الشيخ في «طبقات المحدثين بأصبهان»([61])، قال: حدثنا ابن صبيح، قال: ثنا حامد بن المساور، قال: سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الزبير بن العوام قال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الغار أتاه أبو بكر بناقة فقال: اركبها يا رسول الله، فلما ركبها التفت إلى أبي بكر، فقال: «يا أبا بكر أعطاك الله الرضوان الأكبر». قال: يا رسول الله، وما الرضوان الأكبر؟ قال: «يتجلَّى الله يوم القيامة لعباده عامّة، ويتجلى لك خاصّة».

أقول: حامد ‌بن ‌المساور بن يزيد الهلاليّ أبو الحسن، مؤذن الجامع بالمدينة، يعرف بشاذة المؤذن، توفي سنة خمسين ومئتين.

ترجم له أبو الشيخ في «طبقات المحدثين بأصبهان»([62])، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان»([63])، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وقد روى عن الثّقة سليمان بن حرب، وسليمان له أصحاب ثقات، فأين هم عن هذا الحديث حتى يتفرّد به حامد بن المساور الذي لا يعرف بجرح ولا تعديل؟!

فلا شك إنّه حديث منكرٌ.

رابعًا: حديث عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه

أخرجه أبو الحسين ابن بشران في«فوائده»([64])، وأبو يعلى ابن الفرّاء في «إبطال التأويلات»، -واللفظ له- من طريق أبي بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النَّجَّاد. قال: نا إبراهيم بن عبد الله، قال: نا محمد بن بشير، قال: نا ابن المبارك، قال: نا أبو عبيدة، عن الحسن، قال: قال علي بن أبي طالب: يا رسول الله! مَنْ ‌أول ‌من ‌يُحاسَبُ يَومَ القِيَامَةِ؟ قال: «أبو بكر الصِّدِّيق». قال: ثم من؟ قال: «ثم عُمَر». قال: ثُمَّ مَنْ؟ قال: «أَنْتَ يا عليّ». قلت: يا رسول الله، أينَ عثمانَ بن عَفَّان، قال: «إنِّي سَألت عَثمانَ حَاجَةً سِرًّا فَقَضاها سِرًا، فَسَألتُ اللَه أنْ لا يحاسبَ عُثمان، ثم يُنادي مُنَادي: أينَ السَّابقونَ الأولون. أينَ أبو بكر الصديق؟ فَيتَجلَّى الله تعالى لأبي بكرِ خاصَّة، وللنَّاس عَامَّة، ثم يَقول: قَد غَفَرتُ لك يا أبا بكر، فيقول: ولمحبيني، فيقول: إنَّهم قد اختَرعُوا ذُنوبًا، فيقول: هبهم لي، فيقول: قد أَمَرتُ بهم إلى النَّار يروعون بها رَوْعةً. أكَفرُ بها عنهم سَيئاتِهم، ثم آمُرُ الملائكة أنْ يدفعوهم إليك فيأخذونهم، ولم يدخل في آنافهم حَرُّ النَّار، ولا نَالَ أجسادهم ولا وُجُوهَهَم من حَرِّها، فَيأَخُذُونهم وقد بَيَّضَ الله وُجُوههم فَيُسلِّمونهم إلى أبي بكر، ثم يخلص لي الشَّفَاعة، فأدخل على ربِّي عز وجل فاسْجدُ له فيقول: ارفع رأَسْكَ محمد، قُل يُسْمع، واشْفَع تُشَفَّع، فأقول: أُمتي أُمتي، فيحدُّ لي حَدًّا فأخرجهم».

وذكر الحديث بطوله: «فأقول: يا رب شفعني فيمن قال: لا إله إلا الله، قال: يا محمد هذا إليّ خاصة، فيأخذ الجبَّار ماءً بيده فَيَنْضَحه، فيقع كل نقطةٍ على من قال: لا إله إلا الله، فَيَلْتقِطهم الملائكة كلهم من النَّار فَتُخرجَهم من النَّار، ويَبْقَى المخلَّدونَ».” وذكر باقيه.

ومن طريق ابن بشران ابن بلبان في «تحفة الصديق في فضائل أبي بكر الصديق»([65]).

‌أقول: محمد ‌بن ‌بشير ‌بن ‌مروان بن عطاء أبو جعفر ‌الكندي الواعظ يعرف بالدعاء، تكلم فيه، وقد ترجم له الخطيب البغداديّ في «تاريخه»([66])، وذكره الحافظ الذّهبي في «الميزان»([67])، والحافظ ابن حجر في «لسان الميزان»([68]).

قال الحافظ الذّهبي: (‌عطاء ‌بن ‌المبارك. عن أبي عبيدة الناجي. قال الأزدي: لا يدرى ما يقول)([69]).

وأبو عبيدة هو بكر بن الأسود ‌أبو ‌عبيدة ‌الناجي البصري، صاحب الحسن، متروك([70]).

ولم يسمع الحسن من عليٍّ رضي الله عنه([71]).

خامسًا: حديث أبي هريرة رضي الله عنه

أخرجه ابن حبان في «المجروحين»([72])، ومن طريقه ابن الجوزي في «الموضوعات»([73])، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن الفرج البغدادي بالأبلة، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عمر بن يونس، قال: حدثنا أبي، عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: لما قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الغار يريد المدينة أخذ أبو بكر بغرزه، فقال: «ألا أبشرك يا أبا بكر؟». قال: بلى، بأبي أنت وأمي يا رسول الله، قال: «إن الله -عز وجل- يتجلَّى للخلائقِ يوم القيامةِ عامَّة، ويتجلَّى لك خاصّة».

قال ابن حبّان: (هذا إلى ما يشبهه مما يأتي في المقلوبات والملزقات التي ينكرها المتبحر في هذه الصناعة)([74]).

أقول: في إسناده ‌أحمد ‌بن ‌محمد ‌بن ‌عمر بن يونس بن القاسم الحنفيّ أبو سهل ‌اليمـاميّ، كذَّاب([75]).

سادسًا: حديث عائشة رضي الله عنها

أخرجه ابن بطة في «الإبانة الكبرى»([76])، ومن طريقه ابن الجوزي في «الموضوعات»([77])، قال: حدثنا أبو محمد العسكريّ، قال: حدثنا عبد الله بن محمد الحرانيّ، قال: حدثنا أبو قتادة عبد الله بن واقد([78])، قال: حدثنا عبد الملك بن جريج، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لأبي بكر: «ألا أبشرك برضوان الله الأكبر؟». قال: بلى يا رسول الله. قال: «إنَّ اللهَ يَتَجَلى للنَّاسِ عامّة، ويتجلّى لك خاصّة».

أقول: في إسناده عبد ‌الله ‌بن ‌واقد، أبو ‌قتادة الحرانيّ، قال الحافظ ابن حجر: (متروك، وكان أحمد يثنيّ عليه، وقال: لعله كبر واختلط، وكان يدلّس)([79]).

أقول: فالحديث باطل، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


([1]) تاريخ دمشق (٣٠/١٦٢).

([2]) الموضوعات (رقم: ٥٦٥).

([3]) لسان الميزان (

([4]) بالصَّاد المهملة، وقد تصحف في مطبوعة أضواء السلف إلى: (النَّضرويّ)، بالضَّاد المعجمة.

([5]) الموضوعات (٢/٤٥).

([6]) ميزان الاعتدال (١/٣٢٩).

([7]) تلخيص الموضوعات (رقم:٢٦١).

([8]) تاريخ بغداد (٣/٦٧١).

([9]) الموضوعات (رقم: ٥٦٤).

([10]) تاريخ دمشق (٣٠/ ١٦٣).

([11]) بكسر الكاف، وبالسين المهملة، ويقال: بفتح الكاف، وبالشين المعجمة، ويقال فيه: الكجي.

([12]) تاريخ بغداد (٣/٦٧١).

([13]) ميزان الاعتدال (٤/١٩٣).

([14]) لسان الميزان (٧/٣٢٦).

([15])

([16]) تلخيص الموضوعات 

([17]) الموضوعات (٢/٤٥).

([18]) تاريخ بغداد (١٣/١١٧).

([19]) تاريخ دمشق (٣٠/ ١٦٢).

([20]) الموضوعات (٢/٤٣).

([21]) تاريخ بغداد (١٣/١١٧).

([22]) تلخيص الموضوعات (رقم: ٢٦٦).

([23]) تاريخ الإسلام (٨/٢٣١).

([24]) ميزان الاعتدال (٣/٢٣٠).

([25]) تاريخ بغداد (١٣/١١٧).

([26]) تاريخ دمشق (٣٠/ ١٦٢).

([27]) الموضوعات (٢/٤٣).

([28]) العباس بن يوسف أبو الفضل ‌الشكلي، قال الخطيب البغدادي: (وكان صالحا متنسكا). تاريخ بغداد (١٤/٤٤).

([29]) المستدرك (رقم: 4511).

([30]) الجامع لأخلاق الراوي (٢/١٠٤).

([31]) تاريخ دمشق (٤٠/١٦١).

([32]) أدب الإملاء والاستملاء (ص:٦٥).

([33]) الموضوعات (٥٦٧. ٥٦٨). من طريقين: الأولى: من طريق أبي نعيم الأصبهاني، والثانية: من طريق أبي القاسم الطبرانيّ.

([34]) في الحلية: «وألغز فيه».

([35]) تلخيص المستدرك (رقم: 4511).

([36]) تلخيص الموضوعات (رقم: ٢٦٣).

([37]) ذيل ديوان الضعفاء (ص:٦١).

([38]) المجروحين (٢/٩٢).

([39]) الكامل في الضعفاء (٨/١٥٩).

([40]) المخلصيات (٤/٢٠) (رقم: ٢٩٣١).

([41]) رؤية الله عز وجل: (رقم: ٤٨).

([42]) شرح أصول اعتقاد أهل السنة (رقم: 2434).

([43]) الحجة في بيان المحجة (رقم: ٣١٩).

([44]) تاريخ بغداد (١٣/٤٦٦).

([45]) تاريخ دمشق (٣٠/١٦٠).

([46]) الموضوعات (رقم: ٥٦٩).

([47]) الطيوريات (رقم: ٤٢٣).

([48]) المستفاد من ذيل تاريخ بغداد لابن الدمياطيّ (ص: ١٩).

([49]) ميزان الاعتدال (٣/١٣٢).

([50]) صفات رب العالمين (رقم: 866).

([51]) ميزان الاعتدال (٣/١٣٢).

([52]) لسان الميزان (٥/٥١٥).

([53]) المدخل إلى الصحيح (رقم: ١٢٣).

([54]) الكامل في الضعفاء (٨/١٥٩).

([55]) تلخيص الموضوعات (رقم: ٢٦٤).

([56]) ميزان الاعتدال (٣/١٣٢).

([57]) تاريخ بغداد (١٣/٤٦٦).

([58]) تاريخ دمشق (٣٠/١٦٠).

([59]) الموضوعات (رقم: ٥٦٩).

([60]) تاريخ بغداد (١٣/٤٦٦).

([61]) طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها» (3/ 10).

([62]) طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها» (3/ 10).

([63]) أخبار أصبهان (١/٣٤٥).

([64]) فوائد ابن بشران ضمن مجموع مطبوع باسم الفوائد لابن منده (رقم: ٦٠٩).

([65]) تحفة الصديق في فضائل أبي بكر الصديق (ص123).

([66]) تاريخ بغداد (٢/٤٥٤).

([67]) ميزان الاعتدال (٤/٦٧).

([68]) لسان الميزان (٧/ ١٥).

([69]) ميزان الاعتدال (٣/٨٣).

([70]) لسان الميزان (٢/ ٣٣٧).

([71]) تحفة التحصيل (رقم: ١٧٨).

([72]) المجروحين (١/١٥٦).

([73]) الموضوعات (رقم: ٥٧٢).

([74]) المجروحين (١/١٥٦).

([75]) لسان الميزان (١/٦٢٩).

([76]) الإبانة الكبرى (رقم: 203).

([77]) الموضوعات (٢/٤٤).

([78]) في المطبوع من كتاب الإبانة: (حدثنا أبو قتادة عن عبد الله بن واقد). والتصويب من الموضوعات لابن الجوزيّ.

([79]) تقريب التهذيب (رقم: ٣٦٨٧).