قال عبد الحق الإشبيلي: حدثني الفقيه أبو الحكم بن برجان وكان من أهل العلم والعمل رحمه الله-:
أنهم دفنوا ميتا بقريتهم في شرق إشبيلية؛ فلما فرغوا من دفنه قعدوا ناحية يتحدثون، ودابة ترعى قريبًا منهم، فإذا بالدّابة قد أقبلت مسرعة إلى القبر، فجعلت أذنها عليه، كأنها تسمع، ثم ولت فارة، ثم عادت إلى القبر، فجعلت أذنيها عليه كأنها تسمع ثم ولت كذلك ثم أعادت ذلك مرة بعد أخرى.
قال أبو الحكم رحمه الله: فذكرت عذاب القبر وقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إنّهم ليعذبون عذابا تسمعه البهائم“، والله عز وجل أعلم بما كان من أمر ذلك الميت.
ذكر هذه الحكاية لما قرأ القارئ هذا الحديث في عذاب القبر، ونحن إذ ذاك نسمع عليه كتاب مسلم بن الحجاج.
كتاب العاقبة (ص:٢٤٧)