
أخرجه ابنُ عديّ في «الكامل»([1])، ومن طريقه الحافظ ابنُ عساكر في «تاريخه»([2])، قال: حدّثنا عليّ بن أحمد، يعرف بابن أبي قربةٍ، ثنا عبّاد بن يعقوب، أخبرنا عليّ بن هاشم، عن سليمان بن قَرْم، عن يزيد بن أبي زياد، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر، قال: قال رسول الله ^: «أَنَا وَهَذَا -يَعْنِي عَلِيًّا- نَجِيءُ يَوْمَ القِيَامَةِ كَهَاتَيْنِ». وَجَمَعَ بَيْنَ أُصْبَعَيْهِ السَّبَّابَتَيْنِ.
أقول: في إسناده يزيد بن أبي زياد القرشي الهاشميّ، وهو صدوق في نفسه إلا أنّه تغيّر بأَخَرَةٍ، فصار يتلقّن ما لُقِّن، فوقع المناكير في حديثه من تلقين غيره إيّاه، وكان الكَذَبَةُ يلقِّنونه على وفق اعتقادهم، فيتلقَّنها ويحدّث بها.
قال ابنُ سعد: (وكان ثقة في نفسه، إلّا أنه اختلط في آخر عمره، فجاء بالعجائب)([3]).
وقال العجليّ: (كوفيٌّ ثقةٌ، جائز الحديث، وكان بأخرة يُلَقّن)([4]).
وقال البخاريُّ: (يزيد بن أبي زياد، صدوقٌ، إلا أنّه تغيّر بأَخَرَةٍ)([5]).
وقال مسلمٌ: (فيزيد هُوَ مِمَّن قد اتَّقى حَدِيثه النَّاس والاحتجاج بِخَبَرِهِ إذا تفرّد للَّذين اعتبروا عَلَيْهِ من سوء الْحِفْظ والمتون فِي رواياته الَّتِى يَرْوِيهَا)([6]).
وذكره في مقدمة «صحيحه»([7])، ووصفه بعدم الحفظ والإتقان.
وقال ابنُ حبّان: (كان يزيد صدوقًا، إلا أنه لما كبر ساء حفظه وتغير، فكان يتلقَّن ما لُقِّنَ، فوقع المناكيرُ في حديثه من تلقين غيره إياه وإجابته فيما ليس من حديثه لسوء حفظه، فسماع مَنْ سمع منه قبل دخوله الكوفة في أول عمره ؛ سماعٌ صحيحٌ، وسماعُ من سمع منه في آخر قَدْمَتِهِ الكوفة بعد تَغيُّرِ حفظه وتَلَقُّنه ما يُلَقَّنُ، سماعٌ ليس بشيء)([8]).
وقال محمّد بن طاهر القيسرانيّ: (يزيد هذا من أهل الكوفة، كان الكَذَبَة يُلَقِّنُونه على وفق اعتقادهم، فيتلقّنها ويحدّث بها، ضعّفه أئمةُ أهل النقل)([9]).
وقال الحافظ ابنُ حجر: (ضعيف، كَبِرَ فتغيَّر وصار يتلقّن، وكان شيعيًّا)([10]).
وفي «مسند الحميدي»([11])، قال: حدّثنا سفيان، قال: حدّثنا يزيد بن أبي زياد بمكة. فذكر حديث البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: «رَأَيْتُ رَسُولَ الله ^ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ».
قال سفيان: وقدم الكوفة فسمعْتُهُ يُحَدِّثُ به، فزاد فيه: «ثُمَّ لا يَعُودُ»، فظننتُ أنَّهم لقَّنُوه، وكان بمكة يومئذٍ أحفظ منه يوم رأيتُهُ بالكوفة، وقالوا لي: إنَّه قد تغيَّر حِفْظُهُ أو سَاءَ حِفْظُهُ.
ولا يخلو سليمـان بن قَرْم من كلام.
تنبيه: سليمان بن قَرْم روى له مسلمٌ في «صحيحه» مُتَابعةً، وكذا يزيد بن أبي زياد قرنه بغيره، وأمّا البخاريّ فقد ذكرهما تعليقًا.
([1]) الكامل في الضعفاء (٥/٢١١).
([5]) ترتيب علل التّرمذيّ لأبي طالب القاضي (ص: ٩٧٢)، وسقط من المطبوع كلمة: (صدوق)، وهي مثبتة في المخطوط.
بدون تعليقات! كن أول معلق؟