حديث: «يا عليّ، أنتَ بمنزلةِ الكَعبةِ» باطلٌ، مكذوبٌ على النّبيّ صلى الله عليه وسلم

رواه الدّيلميّ في «مسنده»([1])، قال: أخبرنا أبي، أخبرنا الميداني، أخبرنا العشّاريّ، أخبرنا الدّارقطنيّ، حدثنا عبد الصّمد بن عليّ بن محمَّد بن مكرم، حدثنا محمَّد بن زكريا الغَلَابيّ، حدثنا بِشْر بن ميمون، حدثنا شَرِيك، عن سلمةَ بن كهيلٍ، عن الصُّنَابِحيّ، عن عليٍّ رفعه: «يا عليّ أنتَ بمنزلةِ الكعبةِ، تُؤتَى ولا تَأتي، فَإِن أتاكَ هؤلاءِ القوم فسلّمُوا لك هذا الأمر، فاقبله منهم، وإنْ لم يأتوكَ فلا تأتهم».

أقـول: حديث موضوع، في إسناده عدّة علل:

الأولى: محمّد بن زكريا الغَلَابيّ، قال الدَّارقطنيُّ: (يضع الحديث)([2]).

الثانية: شريك بن عبد الله القاضي.

قال الحافظ ابن حجر: (صدوق يخطئ كثيرًا، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة)([3]).

الثالثة: سلمة بن كهيل لم يسمع من الصُّنَابحيّ، قاله الدَّارقطنيُّ([4]).

ورواه ابنُ الأثير في «أسد الغابة»([5])، من طريق عبد الباقي بن قانع، قال: حدثنا محمَّد بن زكريا الغَلَابيّ، حدثنا العبّاس ابن بكّار، عن شَرِيك، عن سلمة، عن الصّنَابِحيّ، عن عليٍّ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنتَ ‌بمنزلةِ ‌الكعبة، تؤتى ولا تأتي، فإن أتاكَ هؤلاء القوم فسلموها إليك- يعني الخلافة- فاقبل منهم، وإن لم يأتوك فلا تأتهم حتى يأتوك».

أقـول: هذا الإسناد معلول بما سبق، والعبّاس بن بكار هو أبو الوليد العبَّاس بن الوليد بن بكّار، وقد نُسِب إلى جدِّه، قال الدَّارقطنيُّ: (بصريٌّ، كذَّاب)([6]).

وقال الحافظ الذّهبيُّ: (شيخ الغَلَابيّ، كذّاب)([7]).

وصلى الله على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم


([1]) الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس للحافظ ابن حجر (رقم: 3107).

([2]) الضعفاء والمتروكين (رقم: ٤٨٣)، وانظر لسان الميزان (٧/١٣٩).

([3]) تقريب التهذيب (رقم: ٢٧٨٧).

([4]) العلل (٣/٢٤٧).

([5]) أسد الغابة (٣/٦٠٩).

([6]) كتاب الضعفاء والمتروكين (رقم:٤٢٣)، انظر ترجمته في لسان الميزان (٤/ ٤٠٢).

([7]) ديوان الضعفاء والمتروكين (رقم:٢٢٨٩، ٢٣٠٣).