دمع عيني فوق خدي يحرقُه | وزفيرُ القلبِ مني يسبقُه |
فاضَ في عيني وما اعجزها | حجبه لولا همومٌ تمزقه |
ذكريات أشبهت بحرًا إذا | زلَّ فيها القلبُ شبرًا تغرقه |
يا صديقًا لم يزل يؤنسني | حلمُه، بل علمُه، بل منطقُه |
لم يزل في القلبِ مذ فارقني | من بحورِ الشوقِ بحرٌ يفرقه |
ومضى قلبي على اثركمُ | لو رأى بالصدر ثقبًا يخرقه |
زمنٌ ما خلته أن ينقضي | مرخيًا مقوده بل مطلقه |
لاهيًا عنه فكم يسرقني | وأرى -جهلًا- بأني أسرقه |
فانقضت أطلالُه محتزما | تاركًا في القلب نارًا تحرقه |
أشبه الياقوتَ في عزته | أن يلاقي صادقَ مَن يصدقه |
فإذا لاقيته عن غِرَّةٍ | أيقظ البينُ سهامًا ترشقه |
قد أرى في الناس من يعجبني | وبقلبي إن أتاني ألصقه |
فإذا ما قمت كي أخْبِره | لم أبالِ لحظة أن أبصقه |
سُنَّةٌ في الناس مَنْ قلَّبهم | قلَّ أن يلقى بهم من يعشقه |
يا صديقًا شوقه أرقني | وغزا قلبي وروحي فيلقُه |
قَصَّر الشعرُ فلم يسعفني | باقي في القلب معنىً يرهقه |
ومعاني القلب من دقتها | قد تخيف الشعرَ أو قد تزهقه |
وأرى بالعذر ما يفتقه | لو بقيت الدهرَ جَهْدي أرتقه |
إن تلم فالذنبُ بحرٌ وبه | غاب رأسي وتوارى مفرقه |
أو يكن عفوٌ فمِن شيمتكم | وهو باب ومحال تغلقه |
كتبها: فهد بن عودة البلادي حفظه الله، المدينة، مساء الثلاثاء: ١٧/ ٩/ ١٤١٦ هجري